- تتعدد وتختلف أساليب التفكير بين البشر جميعاً وفقاً لمعايير وأبعاد اجتماعية تتمثل في النشأة وما يترتب عليها من توجهات وميول ، لذا تتعدد الطباع ويترك كل منا في نفس الآخرين طابع يتميز به دون غيره ولهذا السبب كانت فطرة الله أن تختلف العقليات وأساليب التفكير بين الرجل والمرأة كونهما نواة المجتمع.
ويتبلور أسلوب التفكير عند الرجل في محور الرؤية الشاملة والتي تهدف إلى تكوين انطباع عام عن الأشياء والأشخاص في محيط تعاملاته اليومية بالقدر الذي يحتاجه إلى فهم كيفية التعامل بشكل عام وسريع ، وينتج عن هذا في بعض الأحيان أن تكون الانطباعات الأولى غير صحيحة نسبياً كونها تفتقر إلى الإلمام بالتفاصيل التي من شأنها أن تغير الكثير من الأمور وأن تضيف إلى لوحة فنية مثلاً طابعاً خاص من الجمال أو تسلبها هذا الطابع إن دققنا النظر بإمعان ، بينما على العكس تكون المرأة في هذه الناحية من التفكير فهي دائما ما تهتم بالتفاصيل وتسعى إلى فهمها ولا تبدي انطباعها إلا بعد أن تدقق بما يكفي لها حتى تتمكن من اصدار قرارها بإحكام و يعزي هذا الأمر إلى طبيعتها التي خلقها الله فالاهتمام بالتفاصيل هو دائماً جزء لا يتجزأ عن فكرها وشخصها، كما ان طريقة التفكير في التوازن التربوي للطفل، حيث ان عقل الطفل غير قادر علي ان يأخذ القرار لذلك الرجل بتقكيره يجب ان يعلمه كيفية صنع القرار بينما يحتاج الطفل الي الحنان كما هو متعارف و عقل المرأة مجهز لذلك،
كما ان التربية الصحيحة للطفل تحتاج الي كليهما.
ومن خلال دراسات متعددة بشأن الرجل والمرأة وأسلوب تفكير كل منهما اتضح أن الطبيعة لم تختلف عن الطابع العام لكل منهما أي أن التكوين التشريحي
للمخ يختلف بين الرجل والمرأة وهذا هو العامل الرئيسي الذي يندرج تحته أسباب الاختلاف حيث أكدت الدراسات الطبية على أن الدوائر العصبية في خلايا المخ تزيد عند الأنثى في الجانب الأيمن والأيسر وتبدو متشابكة تماماّ وهو الأمر الذي يزيد من دقة إعمال المخ عند النساء وتفوقه في أمور عديدة من بينها الإلمام بالتفاصيل وقوة الذاكرة ويساعدها كثيراً في القيام بالعديد من الأمور في وقت واحد وهذا ما نراه بأعيننا في المرأة حينما تطهي الطعام وهي تتحدث في الهاتف وفي نفس الوقت تشاهد التليفزيون، بينما عقل الرجل يختلف في تكوينه التشريحي حيث تزيد الدوائر العصبية من الأمام والخلف ولا تتشابك كما هو الحال عند المرأة وهو الأمر الذي يفسر لنا سهولة تشتيت انتباه الرجل ولو بعطر يفوح من بعيد اما على محمل الجدية فان ذلك الاختلاف في التركيبة التشريحية للمخ بين الرجل والمرأة يتيح له نوعا من السرعة في اتخاذ القرارات الحاسمة في المواقف الصعبة والتي قد يساهم في تأخير مثل تلك القرارات الهامة اهتمام النساء بالتفاصيل .
وايضا يبرز الاختلاف في التفكير بين الرجل والمرأة بالشكل الذي يضفي نوعا من المرونة والقدرة على الاستمرارية في الحياة حيث يميل النساء بطبعهن في أغلب الأحيان إلى النواحي العاطفية والرقة والرغبة في التواصل الاجتماعي بينما ينزح الرجال في أغلب الأحيان إلى الواقعية والتماس الحقائق والأسباب الفعلية، لذا فقد شرع الله الزواج بينهما حتى تنتظم الحياة بمعايير متوازنة تحمل في طيات العلاقات الإنسانية العاطفة والواقع.
- وأخيراً ومحاولة للإجمال بعد التفصيل في قول واحد أتمنى أن يصيب فإن الفرق في التفكير بين الرجل والمرأة لا يجب أن يكون أبداً هو الفارق بينهم ، إنما هو ما يثمر عن الإلتقاء حتى تكتمل ملامح الصورة المجتمعية وتبدو ألوانها جميلة ومتناسقة .